نامت عيون الناس جميعاً
أما عيوني فجافاها المنام
كأن دروب الرجوع تقطعت
إلى وطن يئن من السلام
سلام يقام على التنازل
وعلى جثث دفنت في الركام
فأي سلام ذاك الذي
أركانه جماجم أو عظام
باعوا الدماء بسعر بخس
وشروا بأثمانها كوؤس المدام
تئن الأرض تحت أقدامهم
تقول الضرب في الميت حرام
ويصيح الجنين من رحم أمه
لا تخرجوني إلى تلك الأنام
قالوا لي إرجع فقد تحقق الحلم
ونلنا بعد صبر وطننا المرام
فعدت والفرحة مليء قلبي
أو تملأ قلب أضحى حطام
أين الوطن إني لا أرى
سوى كروش برزت للأمام
وبعض شوارع قد مهدت
أمام بيت عقيد أوعميد أو محام
رحمك الله يا صاحب حنظلة
كم تخيلت وجود وطن للحمام
قد كان حلمك في يد طفل
إغتالوا برائته جنود لئام
أين أرض البرتقال يا غسان
أم أنها كانت أضغاث أحلام
لم يبق من وطني سوى سوسنة
تداعبها رياح الوطن المضام
حتى البحر في وطني تغير
إلا من نوارس يقتلها الهيام
أين الوطن كم تساءلت أين الوطن
أهذا هو الوطن المنشود يا كرام
لا لم يعد هذا الوطن يعرفني
فوطنكم تآكل من جذام
سأحمل بقايا وطني وسوسنتي
فوق نورس وأرحل يقتلني الإنهزام
وسأجعل من ذاك النورس وطني
فالنورس لن يتغير لن ينكرني عبر الأيام