ـ مشكلة البحث والهدف منه : ـ الحواس هي إحدى الوسائل الأساسية للمعرفة في الإسلام فقد أنعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان بالحواس التي تتمثل في السمع والبصر والذوق والشم واللمس ، وهي أجهزة ضرورية لاكتساب المعرفة والعلم والقيام بمسئوليات الحياة المتعددة ، وبالرغم من أهمية الحواس فإن الممارسات التربوية السائدة في مؤسساتنا التربوية لا تعطي اهتماما كبيرا للاستفادة منها في تحقيق الأهداف التربوية وتنمية شخصية المتعلم في جوانبها المختلفة ، وهذا الواقع دفع الباحث للتفكير في اختيار هذه القضية مجالا للبحث والدراسة . وقد حدد الباحث الهدف من دراسته في الأمور التالية : 1ـ إبراز نظرة الإسلام للمعرفة من حيث مفهومها وأهميتها ومقوماتها ومصادرها وخصائصها ودور الحواس في تحصيلها . 2ـ إبراز نظرة الإسلام للحواس من حيث أهميتها ووظائفها ومجالاتها وحدودها. 3ـ بيان ما يتميز به الاتجاه الحسي التجريبي في الإسلام عن الاتجاه الحسي التجريبي المنبثق من الفلسفات الوضعية . 4ـ إبراز المقومات الإسلامية التي تستند عليها التطبيقات التربوية والتي بها يتفادى المجتمع المسلم الوقوع في المنزلقات التي وقعت فيها الفلسفات الحسية التجريبية . 5ـ وضع تصور مقترح لتطبيقات تربوية ملائمة لنظرة الإسلام للحواس في المدرسة الابتدائية تسهم في التأصيل الإسلامي للعمل التربوي فيها . ـ منهج الدراسة : اعتمد الباحث على المنهج الاستنباطي حيث إنه أنسب المناهج لمعالجة هذا الموضوع الذي يتطلب الرجوع إلى آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي تناولت الحواس ودراستها دراسة تحليلية بالاستعانة بكتب التفسير المعتمدة وشروح الحديث النبوي الشريف وذلك لاستنباط نظرة الإسلام للحواس. كما استخدم الباحث المنهج الوصفي عند تناوله للحواس وأهميتها ووظائفها ومجالاتها وكذلك تصور مقترح للتطبيقات التربوية الملائمة لنظرة الإسلام للحواس في المدرسة الابتدائية . ـ فصول الدراسة : الفصل الأول : وقد تضمن موضوع البحث وتساؤلاته وأهميته وأهدافه وحدوده والمناهج المستخدمة فيه ثم استعراضا للدراسات السابقة التي تناولت جوانب الموضوع . الفصل الثاني : وكان موضوعه المعرفة في الإسلام حيث تناول الباحث فيه مفهوم المعرفة في الإسلام وأهميتها ، مقومات المعرفة في الإسلام ، المصادر الأصلية للمعرفة في الإسلام وتكاملها ، وخصائص المعرفة في الإسلام . الفصل الثالث : وكان عنوانه الحواس في الإسلام وتناول فيه الباحث مدخل إلى الحواس وأهميتها في الإسلام ، حاسة السمع ، حاسة البصر ، حاسة اللمس ،حاسة الذوق ، وحاسة الشم . الفصل الرابع : وتضمن المقومات الإسلامية للتطبيقات التربوية للحواس وتناول فيه الباحث تثبيت العقيدة الإسلامية الصحيحة في نفوس المتعلمين ، الإعلاء من شأن العلوم الطبيعية ومناهجها التجريبية باعتبارها وسيلة النهضة في المجال العلمي والتقني ، تنمية القيم الخلقية الإسلامية الثابتة في نفوس المتعلمين ، تحقيق الأهداف التربوية الإسلامية الثابتة ، التأكيد على الدور الإيجابي للمعلم باعتباره قدوة وموجها ومربيا ، وأخيرا اهتمام الإسلام بالعلوم النظرية وأساليب البحث النظري . الفصل الخامس : وقد تضمن تصور مقترح لتطبيقات تربوية ملائمة لنظرة الإسلام للحواس في المدرسة الابتدائية وتناول فيه الباحث المدرسة الابتدائية والخبرات التعليمية الحسية المباشرة ، الأهداف المقترحة لتدريس العلوم الطبيعية في المدرسة الابتدائية ، الطرق المقترحة لتدريس العلوم الطبيعية في المدرسة الابتدائية ، الوسائل التعليمية المقترحة في تدريس العلوم الطبيعية في المدرسة الابتدائية ، الأنشطة العلمية المقترحة في تدريس العلوم الطبيعية في المدرسة الابتدائية ، المكتبة المدرسية ودورها المقترح في تدريس العلوم الطبيعية في المدرسة الابتدائية ، الأساليب المقترحة لتقويم مدى التعلم في العلوم الطبيعية في المدرسة الابتدائية ، معلم العلوم الطبيعية في المدرسة الابتدائية والأساليب المقترحة لإعداده ، وأخيرا دور الحواس في دراسة العلوم الدينية في المدرسة الابتدائية . ـ نتائج الدراسة : توصل الباحث في نهاية دراسته إلى عدد من النتائج أهمها ما يلي : 1ـ الإسلام يعد الحواس نعمة من نعم الله على عباده فهي وسيلة الإنسان للمحافظة على حياته كما أنها مصدر موثوق للمعرفة وأداة تثبيت العقيدة وترسيخ الإيمان . 2ـ وضع الإسلام مجموعة من الضوابط الأخلاقية في استخدام الإنسان لحواسه. 3ـ الإسلام يدعو إلى الاهتمام بالعلم الطبيعي المحسوس ويحث على استخدام الحواس كأداة لاكتشاف الظواهر الكونية . 4ـ الإسلام يدعو إلى الاتجاه التجريبي المعتمد على استخدام الحواس باعتباره وسيلة للتعامل مع عالم الشهادة . 5ـ المدرسة الابتدائية في المجتمع المسلم المعاصر لا توظف الحواس في العملية التربوية بشكل يتناسب مع أهميتها ومكانتها الرفيعة في المنظور الإسلامي مما أدى إلى نتائج سلبية أضعفت من كفايتها الدخلية والخارجية . 6ـ استخدام الحواس وإجادة توظيفها في العملية التربوية يسهم في إعداد جيل تتوافر فيه الاتجاهات والميول والمهارات العلمية والعملية . 7ـ من أبرز خصائص المعرفة في المفهوم الإسلامي : اليقينية ، اعتمادها على الدليل والبرهان ، موضوعيتها وتحررها من الأهواء ، رفضها للتبعية والتقليد الأعمى ، اعتمادها على السنن والأسباب ، هدفها النفع والفائدة ، ربطها بين النظرية والتطبيق ، شمولها وتكاملها ، وسمو غايتها .